المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا لم يجِد الرجُل ما يتصدق به ، هل يصلِّي الضحى لتُحسَب له صدقات ؟


راجية العفو
21-11-2012, 02:48 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ لو سمحت اللي نعرفه انه صلاة الضحى تعادل 360 صدقة على عدد مفاصل الجسد
طيب لو فيه شخص مريض ويريد الاستشفاء بالصدقة ولا يجد ما يتصدق به هل ينفع نقول له الزم صلاة الضحى ؟
أفيدونا أثابكم الله


http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأثابك الله .

يجوز أن يتصدّق الإنسان بِغير المال ، إذا لم يجد المال ؛ فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتصدّقون بِحسب اجتهادهم .

قال أبو ذر رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله . قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها ، وأكثرها ثمناً . قال : قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : تُعين صانعاً ، أو تصنع لأخرق . قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكفّ شرك عن الناس ، فإنها صدقة منك على نفسك . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أَبِي ذَرٍّ رضيَ اللّهُ عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ؛ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى . رواه مسلم .

​​وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُلُّ سُلاَمَى عَلَيْهِ صَدَقَةٌ : كُلَّ يَوْمٍ يُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ . رواه البخاري ومسلم .​

وعند ابن حبان من حديث أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : لَيْسَ مِنْ نَفْسِ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا صَدَقَةٌ نَتَصَدَّقُ بِهَا ؟ فَقَالَ : إِنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ : التَّسْبِيحُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَالتَّكْبِيرُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ ، وَتَهْدِي الأَعْمَى ، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ ، وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ ، فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ . وصححه الألباني والأرنؤوط .

وجاء في سيرة علبة بن زيد رضي الله عنه أنه خرج من الليل فصلى وبَكى ، وقال : اللهم إنك قد أمَرْت بالجهاد ، ورغّبت فيه ، ولم تجعل عندي ما أتقوّى به مع رسولك ، وإني أتصدق على كل مسلم بِكُلّ مَظْلَمة أصابني بها في جسد أو عِرض .
ولَمَّا حَضّ النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة جاء كل رجل منهم بِطاقتِه وما عِنده . فقال عُلبة بن زيد : اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به . اللهم إني أتصدق بعرضي على من نَالَهُ من خلقك .
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى : أين المتصدقُ بِعِرْضِه البارحة ؟ فقام عُلبة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد قُبلت مِنك صَدَقَتَك . وفي رواية أنه قال : ولكني أتصدق بِعِرْضي ، مَن آذاني أو شتمني أو لَمَزَني فهو له حِلّ . رواه البيهقي في شعب الإيمان ، وابن مردويه والخطيب البغدادي وغيرهم .

وقَالَ قَتَادَة : أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ أَبِي ضَمْضَمٍ كَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي عَلَى عِبَادِكَ . رواه أبو داود .
قال ابن حجر : روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا من المسلمين قال : اللهم إنه ليس لي مال قال أتصدق به ، وإني قد جَعَلت عِرضي صَدقة لله عز وجل لمن أصاب منه شيئا من المسلمين . قال : فأوجب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد غُفِر له ، أظنه أبا ضمضم المذكور ، فالله أعلم .
وصحح ابن حجر إسناد القصة في ترجمة علبة بن زيد الأنصاري رضي الله عنه .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض