راجية العفو
04-11-2012, 09:30 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
حياك الله يا شيخنا الفاضل بارك الله في جهودك وجمعك بالحبيب صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم
أريد منك شرحا للآية الكريمة و قوله تعالى في سورة الأحزاب : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ) بتوضيح ماذا حدث قبلها وبعدها وما هي أسباب نزولها من فضلك ؟
وجزاكم الله كل خير
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
كان الـتَّـبَنِّـي معروفا منتشِرا في الجاهلية .
قال ابن كثير : وقوله : (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) : هذا أمرٌ ناسِخ لِمَا كان في ابتداء الإسلام مِن جواز ادِّعاء الأبناء الأجانب ، وهم الأدعياء ، فأمر الله تعالى بِرَدّ نَسَبهم إلى آبائهم في الحقيقة ، وأن هذا هو العدل والقسط .
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلاَّ زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ : (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تَبَنَّى زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فلما جاء الإسلام أبطَل التبنّي ، وكان أهل الجاهلية يُحرِّمون تَزَوّج الرجل بِزوجة مَن تَبَنَّاه ونُسِب إليه ، فجاء الإسلام بإبطال ذلك .
وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه قد تزوّج زينب بنت جحش رضي الله عنها - وهي بنت أميمة بنت عبد المطلب ، وأميمة عمة النبي صلى الله عليه وسلم - : فَطَلّقها زيد رضي الله عنه ، فَزَوَّج الله رسوله صلى الله عليه وسلم إياها مِن فوق سبع سَمَاوات .
وفي صحيح مسلم من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ : " فَاذْكُرْهَا عَلَىَّ " . قَالَ : فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهْىَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِى صَدْرِى حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهَا ، فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِى وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِى ، فَقُلْتُ : يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُكِ . قَالَتْ : مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّى . فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ .
وعند البخاري من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ . قَالَتْ عَائِشَةُ : لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ . قَالَ : فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
السلام عليكم ورحمة الله
حياك الله يا شيخنا الفاضل بارك الله في جهودك وجمعك بالحبيب صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم
أريد منك شرحا للآية الكريمة و قوله تعالى في سورة الأحزاب : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ) بتوضيح ماذا حدث قبلها وبعدها وما هي أسباب نزولها من فضلك ؟
وجزاكم الله كل خير
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
كان الـتَّـبَنِّـي معروفا منتشِرا في الجاهلية .
قال ابن كثير : وقوله : (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) : هذا أمرٌ ناسِخ لِمَا كان في ابتداء الإسلام مِن جواز ادِّعاء الأبناء الأجانب ، وهم الأدعياء ، فأمر الله تعالى بِرَدّ نَسَبهم إلى آبائهم في الحقيقة ، وأن هذا هو العدل والقسط .
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلاَّ زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ : (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تَبَنَّى زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فلما جاء الإسلام أبطَل التبنّي ، وكان أهل الجاهلية يُحرِّمون تَزَوّج الرجل بِزوجة مَن تَبَنَّاه ونُسِب إليه ، فجاء الإسلام بإبطال ذلك .
وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه قد تزوّج زينب بنت جحش رضي الله عنها - وهي بنت أميمة بنت عبد المطلب ، وأميمة عمة النبي صلى الله عليه وسلم - : فَطَلّقها زيد رضي الله عنه ، فَزَوَّج الله رسوله صلى الله عليه وسلم إياها مِن فوق سبع سَمَاوات .
وفي صحيح مسلم من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ : " فَاذْكُرْهَا عَلَىَّ " . قَالَ : فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهْىَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِى صَدْرِى حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهَا ، فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِى وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِى ، فَقُلْتُ : يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُكِ . قَالَتْ : مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّى . فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ .
وعند البخاري من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ . قَالَتْ عَائِشَةُ : لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ . قَالَ : فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد