ناصرة السنة
25-10-2012, 01:22 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظك الله وجمعني الله بك في الفردوس من الجنة
سؤالي فضيلة الشيخ الكريم :
وضعت أمي حفظها الله عندي مبلغ 2300 ريال من المال لأحفظه لها وأصرف عليها منه وكذلك وضعت أختي مبلغ 8300 ريال , وضعت المبلغ في حسابي مع مالي وسجلت مالهما في ورقة احتفظ بها في مكتبتي أكتب فيها كل ما يجري لمالهما وأخبرت بها أخي , واليوم أنا أصرف ببطاقة الصراف إذا احتجت لشيء سواءا لي أو لهم وأحيانا يقل مبلغ الحساب عن مجموع مالهما فأحيانا يصل مبلغ الحساب إلى 2000 فقط وأحيانا يزداد , وقد أخبرتهما بما يحصل . وإذا طلبا شيئا من المال أوفره لهما مباشرة فهل علي شي في ذلك ؟
وهل تجوز صدقاتي في هذه الحالة لأني أعلم أن من عليه دين لا تجوز صدقاته المستحبة ؟
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتصدّق ويُكثِر من الصدقات ، بل كان أجْوَد بالخير من الرِّيح الْمُرْسَلَة ، حتى مات عليه الصلاة والسلام .
ومات عليه الصلاة والسلام وعليه دَيْن ، ودِرْعه مَرْهُونة لِيَهودِيّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ . كما في صحيح البخاري .
وكان شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله مِن أكثر الناس صدقات ، ومع ذلك مات وعليه ديون كثيرة.
وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : هل تَصِحّ صَدَقة الْمَدِين ؟
فأجاب رحمه الله : الصدقة من الإنفاق المأمور به شرعا ، والإحسان إلى عباد الله إذا وَقَعَتْ مَوقعها ، والإنسان مثاب عليها ، وكل امرئ في ظِلّ صدقته يوم القيامة، وهي مقبولة سواء كان على الإنسان دين، أم لم يكن عليه دين إذا تَمَّت فيها شروط القَبول ، بأن تكون بإخلاص لله عز وجل ، ومِن كَسْب طَيب ، ووَقَعَتْ في محلها ؛ فبهذه الشروط تكون مقبولة بمقتضى الدلائل الشرعية ، ولا يُشْتَرط أن لا يكون على الإنسان دَين ، لكن إذا كان الدَّين يَستغرق جميع ما عنده فإنه ليس مِن الحكمة ، ولا مِن العقل أن يَتصدق - والصدقة مندوبة وليست بواجبة- ويدع دينا واجبا عليه، فليبدأ أولاً بالواجب، ثم يتصدق .
وقد اختلف أهل العلم فيما إذا تَصَدَّق وعليه دَين يَستغرق جميع ماله ؛ فمنهم مَن يقول : إن ذلك لا يجوز له ؛ لأنه إضرار بِغَرِيمه ، وإبقاء لشغل ذمته بهذا الدين الواجب .
ومنهم مَن قال : إنه يجوز ، ولكنه خلاف الأولى .
وعلى كل حال فلا ينبغي للإنسان الذي عليه دَين يَستغرق جميع ما عنده أن يتصدق حتى يُوفي الدّين ؛ لأن الواجِب مُقَدَّم على التطوع . اهـ .
فإذا كانت الصدقة يسيرة ، وكان الإنسان مُقتَدرا ، بحيث يستطيع سداد ما عليه ، وأصحاب الأموال يتسمّحون ، فلا بأس بها ، بل هي مشروعة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظك الله وجمعني الله بك في الفردوس من الجنة
سؤالي فضيلة الشيخ الكريم :
وضعت أمي حفظها الله عندي مبلغ 2300 ريال من المال لأحفظه لها وأصرف عليها منه وكذلك وضعت أختي مبلغ 8300 ريال , وضعت المبلغ في حسابي مع مالي وسجلت مالهما في ورقة احتفظ بها في مكتبتي أكتب فيها كل ما يجري لمالهما وأخبرت بها أخي , واليوم أنا أصرف ببطاقة الصراف إذا احتجت لشيء سواءا لي أو لهم وأحيانا يقل مبلغ الحساب عن مجموع مالهما فأحيانا يصل مبلغ الحساب إلى 2000 فقط وأحيانا يزداد , وقد أخبرتهما بما يحصل . وإذا طلبا شيئا من المال أوفره لهما مباشرة فهل علي شي في ذلك ؟
وهل تجوز صدقاتي في هذه الحالة لأني أعلم أن من عليه دين لا تجوز صدقاته المستحبة ؟
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتصدّق ويُكثِر من الصدقات ، بل كان أجْوَد بالخير من الرِّيح الْمُرْسَلَة ، حتى مات عليه الصلاة والسلام .
ومات عليه الصلاة والسلام وعليه دَيْن ، ودِرْعه مَرْهُونة لِيَهودِيّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ . كما في صحيح البخاري .
وكان شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله مِن أكثر الناس صدقات ، ومع ذلك مات وعليه ديون كثيرة.
وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : هل تَصِحّ صَدَقة الْمَدِين ؟
فأجاب رحمه الله : الصدقة من الإنفاق المأمور به شرعا ، والإحسان إلى عباد الله إذا وَقَعَتْ مَوقعها ، والإنسان مثاب عليها ، وكل امرئ في ظِلّ صدقته يوم القيامة، وهي مقبولة سواء كان على الإنسان دين، أم لم يكن عليه دين إذا تَمَّت فيها شروط القَبول ، بأن تكون بإخلاص لله عز وجل ، ومِن كَسْب طَيب ، ووَقَعَتْ في محلها ؛ فبهذه الشروط تكون مقبولة بمقتضى الدلائل الشرعية ، ولا يُشْتَرط أن لا يكون على الإنسان دَين ، لكن إذا كان الدَّين يَستغرق جميع ما عنده فإنه ليس مِن الحكمة ، ولا مِن العقل أن يَتصدق - والصدقة مندوبة وليست بواجبة- ويدع دينا واجبا عليه، فليبدأ أولاً بالواجب، ثم يتصدق .
وقد اختلف أهل العلم فيما إذا تَصَدَّق وعليه دَين يَستغرق جميع ماله ؛ فمنهم مَن يقول : إن ذلك لا يجوز له ؛ لأنه إضرار بِغَرِيمه ، وإبقاء لشغل ذمته بهذا الدين الواجب .
ومنهم مَن قال : إنه يجوز ، ولكنه خلاف الأولى .
وعلى كل حال فلا ينبغي للإنسان الذي عليه دَين يَستغرق جميع ما عنده أن يتصدق حتى يُوفي الدّين ؛ لأن الواجِب مُقَدَّم على التطوع . اهـ .
فإذا كانت الصدقة يسيرة ، وكان الإنسان مُقتَدرا ، بحيث يستطيع سداد ما عليه ، وأصحاب الأموال يتسمّحون ، فلا بأس بها ، بل هي مشروعة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد