المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في صلاة الفجر نسي الإمام قراءة آية (مالك يوم الدين) فما حكم صلاته وصلاة المأمومين ؟


عبق
12-02-2010, 09:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى صلاة الفجر وعند قراءة الامام للفاتحة نسى آية (مالك يوم الدين) وظننت اننى توهمت ذلك لما لم اجد ان احدارده ولكن بعدها فى صلاة العصر اخبرنى احد الاشخاص بان الامام قد نسى هذه الاية فعلا فتوجهت للامام بعدها واخبرته بذلك وقلت له انه يجب اعادة هذه الصلاة لانه اخلال باحد اركان الصلاة ولم يعرف الا بعدها بفاصل طويل فقال انه سوف يبحث عن حكمها اويسال فيه وقال لى ان القول للناس ان يعيدو الصلاة صعب
وتوجهت اليه بعدها بيومينلما لم اجد منه ردا على وهل فعلا يجب اعادة الصلاة ام لا فاخبرنى بانه لم يبحث لان مشاغله كثيرة وحتى الان لم يرد على رغم مرور اكثر من عشرة ايام على هذه الواقعة
والسـؤال
هل يجب على ان اعيد هذهالصلاة وحدى ؟ وهل تعاد فى اى وقت ام فى وقت صلاة فجر مثلها؟
وماحكم الامام فىمثل هذه الحالة ماالذى عليه ان يفعله؟
وهل على ذنب لسكوتى هذه المدة ام ان الذنب يتحمله الامام؟
وجزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

من نسي الفاتحة وكان إماما أو مُنفردا فصلاته ليست صحيحة .
ولذلك لما نسي عمر رضي الله عنه قراءة الفاتحة في ركعة من صلاته أعاد الصلاة .

قال الإمام الشافعي : ومن أحسن فاتحة الكتاب فإن ترك منها حرفا واحدا وخرج من الصلاة أعاد الصلاة .
وقال : عليه أن يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب لا تجزئ الركعة إلاَّ بها .

وقال ابن عبد البر : معلوم أن الركعة الواحدة صلاة ، فلا تجوز إلاَّ بِقراءة ، وكل ركعة كذلك .
وقال : وروى يحيى بن يحيى النيسابوري قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث أن عُمر نسي القراءة في المغرب فأعاد الصلاة .

وسُئل شيخنا ابن باز رحمه الله : إذا أخطأ الإنسان في قراءة القرآن أثناء الصلاة ، فهل عليه سجود السهو ؟
فأجاب : الخطأ يختلف ويتنوع ، فإن كان الخطأ مما يُبطِل عَمْدُه الصلاة ، ولكن فَعَله ساهيا ؛ فهذا يسجد للسهو ، أما إذا كان لا يُبطل عَمْدُه الصلاة ؛ كاللحن الذي يُعفَى عنه ؛ فهذا لا يجب فيه سجود السهو، فلو قال: الحمد لله رب العالمين، أو قال: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم أو الرحمن الرحيم، هذا لا يبطل عمده الصلاة؛ لأن له وجها من الإعراب، وهكذا لو قال: مالك يوم الدين أو مالك يوم الدين، هذا اللحن بالنصب أو الرفع لا يخل بالمعنى.
أما إذا سها فقرأ شيئا يبطل عمده الصلاة سهوا فإنه يسجد للسهو، كأن يقرأ : صراط الذين أنعمتُ عليهم ، هذا ينسب النعمة إليه ، هذا لَحن عظيم يُخلّ بالمعني ، فالْمُنعِم هو الله وحد : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ، يعني الرب عز وجل ، هذا لَحن شنيع إذا تعمّده أبطَل الصلاة ، وإذا كان سهوا يسجد للسهو ، يعيد القراءة : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ويسجد للسهو، وهكذا لو قال : إياكِ نعبد وإياكِ نستعين ، هذا لَحن يُحيل المعنى ؛ لأنه خطاب للأنثى ، والخطاب مع الله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، فإذا تَعمّد هذا بَطَلت صلاته ، وقد يكون بهذا مُرتدّا إذا عَرف أنه يُخاطِب أنثى ، إذا تَعمَّد خطاب رَبه خِطاب الأنثى ؛ فإنه يعتبر مستهزئا كافرا مُحتَقِرا لِرَبه عز وجل ، أما إذا سبق على لسانه سهوا ، فإنه يسجد للسهو .

وسُئل رحمه الله : لو أن الإمام أخطأ أثناء الصلاة في آية هل يسجد سجودا للسهو أم لا ؟
فأجاب : لا ، ما يلزمه سجود السهو ، إذا أسقط في غير الفاتحة ما يلزمه السجود والحمد لله ؛ لأن قراءة زائدة على الفاتحة ليست بِلازِم ، لكن إذا أسقط من الفاتحة لا بُدّ أن يأتي بالفاتحة كاملة ، وإذا أسقط آية من الفاتحة يُنبهه الذي وراءه على ما أسقط حتى يأتي به ، ولو ما أتى به تبطل الركعة ، يأتي بركعة بَدَلها ، لو أسقط آية من الفاتحة بَطلت الركعة وقامت الأخرى مقامها إذا سَها عن آية ولم يُنبَّه ، أما إذا نُبِّه وأتى بها في الحال فلا بأس ، والحمد لله .
أما في غير الفاتحة لو أسقط شيئا ناسيا ، فلا يَضرّه ، والحمد لله . اهـ .

فيجب على الإمام ومن صلى معه إعادة تلك الصلاة .
وإذا أُعيدت تلك الصلاة فتُعاد في أي وقت ، عدا أوقات النهي المضيَّقَة .
ولا يلزم أن تكون إعادة تلك الصلاة في وقت الفجر .


والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض